أرشيفسلايدرمقالات

الخارطة الحزبية لأكبر المحافظات اليمنية

المدونة اليمنية - عبدالرؤوف الصلوي :

لمحافظة تعز أهمية استثنائية في الحياة السياسية اليمنية، باعتبار أن الأحزاب السياسية ذات الأيديولوجيات المختلفة قد نمت وترعرعت في هذه المحافظة التي أنجبت القيادات السياسية اليمنية في مختلف مراحل التاريخ الحديث.

من تعز برزت قائمة قيادات ومؤسسي الأحزاب اليمنية، من عبدالفتاح إسماعيل وسلطان أحمد عمر مروراً بعيسى محمد سيف وعبدالسلام مقبل وصولاً لعبده محمد المخلافي، ومثلت تعز البيئة الخصبة للعمل الحزبي باعتباره صورة متقدمة للعمل المدني القائم على صراع الأفكار والرؤى وتنافس المشاريع والأيديولوجيات.

هذا الأمر يقودنا للحديث عن التنافس بين الأحزاب اليمنية ذات الأيديولوجيات المختلفة من اليسارية إلى القومية إلى الاسلامية إلى الراديكالية، والتي تهدف للاستحواذ على الشعبية الأكبر والتغلغل في صفوف جماهير هذه المحافظة التي يمتاز أبناؤها بالاهتمام بالشأن العام والحديث في الأمور السياسية وصناعة الأحداث وتحديد مساراتها باعتبار أن تعز هي التي تصنع الفعل السياسي والثوري لليمن أجمع شمالاً وجنوباً، وفي مختلف المراحل، نتيجة لعدة عوامل لعل أهمها موقعها الجيوسياسي الذي تمتاز به كحلقة وصل بين الشمال والجنوب.

وبلا شك فإن الخوض في رسم خارطة لشعبية الأحزاب السياسية في تعز يستدعي أن نفهم الخارطة الديموغرافية للمحافظة التي تعد الأكبر بعدد سكانها بين المحافظات اليمنية، حيث يشكل سكانها ما نسبته 12.2% من سكان اليمن، حيث تتكون محافظة تعز من 23 مديرية منها 3 مديريلت تتشكل منها المدينة وهي ”المظفر، القاهرة، صالة”، كما أن المحافظة تحتوي على 39 دائرة انتخابية صعد منها ممثلون لأحزاب المؤتمر والإصلاح والناصري والاشتراكي والبعث، بالإضافة إلى المستقلين الذين حصدوا مقاعد برلمانية من هذه المحافظة.إطار الصراع الحزبي بين الأحزاب السياسية بتعز يرسم إذن خارطة نفوذ هذه الأحزاب وفقاً لعوامل متغيرة بين الحين والآخر، لكنها تبقى عوامل نسبية التأثير نتيجة لتغلغل الأيديولوجيات في أحزاب تعز، والتي يصعب تغييرها، ما يجعل التنافس على أشده مع وجود كل ألوان الطيف الحزبي دون استثناء.

أولاً – المؤتمر الشعبي العام:

لا يزال للمؤتمر الشعبي العام ثقله الذي لا يستهان به في محافظة تعز، حيث يتواجد في مختلف مديريات المحافظة، وله حضوره السياسي وتأثيره في رسم المشهد السياسي العام، حيث تمثل المدينة القديمة بتعز أبرز معاقل تواجده، بالإضافة إلى تواجده في بقية مناطق مديريات المدينة.

كذلك يزداد نفوذ وتواجد المؤتمر في المناطق التي يتواجد فيها المشائخ، مثل شرعب وصبر الموادم وبعض مناطق الحجرية، بالإضافة إلى تواجده ونفوذه في المديريات الساحلية.

ورغم مرور المؤتمر الشعبي العام عدد من  المنعطفات خلال فترة الحرب ، وهو ما جعل بعض القيادات المؤتمرية إما تستقيل من الحزب أو تغادر إلى المناطق التي تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، أو تنكفئ على نفسها داخل البيوت دون ممارسة أي عمل سياسي وحزبي.

ومع تشكيل تيار المؤتمر الشعبي العام المؤيد للشرعية، ظل المؤتمر يعاني من أزمة تعدد القيادات وصعود قيادات تصفها معظم القواعد بأنها غير شرعية، أي أن المؤتمر الشعبي العام بات يعاني من أزمة تنظيمية داخلية متزامنة مع حملات تخوين لأعضاء الحزب من بعض الأحزاب الأخرى، والتي تشن حملات التخوين بهدف إقصاء أعضاء المؤتمر من الوظيفة العامة.

 

لكن نقطة قوة المؤتمر الشعبي العام تكمن في أنه حزب مدني محدد الأهداف والملامح، وله تجربته التي بات يحن إليها معظم من عارضوها بعد أن عايشوا سياسة الحزب الذي يمثل اليوم سلطة الأمر الواقع ويستطيع العودة في أي وقت اذا ما تفككت القيود التي وضعتها تقاسمات السياسة بين الحوثيين والشرعية .

 

ثانياً – التجمع اليمني للإصلاح:

يتواجد التجمع اليمني للإصلاح في تعز عبر تيار الإخوان المسلمين – أي التيار السياسي للحزب – مع تواجد ضئيل للتيار القبلي والتيار السلفي داخل الحزب، وتمثل مديريات المدينة المعقل الرئيس لتواجد الإصلاح، مع تواجد ضئيل أو شبه منعدم في مديريات الريف، إلا إذا أخذنا في الاعتبار تواجده في شرعب والمخلاف والتعزية ومقبنة.

ويضعف تواجد الإصلاح في مديريات الحجرية ومشرعة وحدنان وصبر الموادم، التي تميل إلى الأحزاب اليسارية والقومية، حيث إن هذه المناطق لم تغزها موجة المعاهد العلمية التي مثلت أبرز وسائل الاستقطاب لحزب الإصلاح.

ويمتلك الإصلاح وسائل قوة تتمثل بقوة التنظيم وامتلاكه ثروة مالية ضخمة عن طريق استثماراته في مجالات عدة أبرزها التعليم والصحة، وكذلك استحواذه شبه المطلق على الجمعيات، وتلقيه الدعم من دول خارجية أبرزها قطر وتركيا، وكذلك ارتباطه بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين.

ويستغل حزب الإصلاح احتياجات المواطن من خلال تقديمه بعض الخدمات والدعم الإغاثي عبر الجمعيات التابعة له في استقطاب الأعضاء وربطهم مباشرة بمصالحه الخاصة، وهو ما جعله يتغلغل في أوساط العامة وفقاً لهذه السياسة.

بالمقابل، فإن سياسة الاستحواذ والإقصاء التي يمارسها حزب الإصلاح، وتقديم أعضائه مصلحة الجماعة والمنتمين إليها على حساب المصلحة الوطنية العامة، قد أثر سلباً على تواجده، حيث قدم الإصلاح نفسه كحزب راديكالي لا يهتم إلا بأفراد الجماعة بعيداً عن الشعور الوطني.

بالإضافة لذلك، فإن سياسة حزب الإصلاح في إقصاء الأطراف الأخرى، والتي اتبعها الحزب عقب ثورة فبراير 2011، قد أعطت صورة سلبية عن سياسة الحزب، وهي الصورة التي زاد من قتامتها سعي الحزب للسيطرة على المؤسستين العسكرية والأمنية في تعز، وبناء مليشيات وعصابات إجرامية لتنفيذ أجندة الحزب، مثل تشكيل مليشيا الحشد الشعبي، ودعم عصابات غزوان المخلافي وغيره، وكذلك سياسة التخوين التي يمارسها الحزب ضد الشخصيات الوطنية المدنية والعسكرية مثل الدكتور أمين أحمد محمود محافظ تعز السابق، والعميد ركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، حيث كشفت هذه الحملات عن النوايا المبيتة التي يكنها حزب الإصلاح ضد كل من لا ينتمي له، وإن كان وطنياً بشهادة الجميع.

 

ثالثاً – التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري:

تمثل تعز أهم محافظة يمنية لتواجد التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، كما أن هذه المحافظة هي الولّادة لقيادات الناصري في مختلف المراحل، وللناصريين حضور مميز ونخبوي في مديريات المدينة، كما أن التواجد يزداد في الريف، حيث يمثل الناصريون الثقل الأبرز في قدس وجبل حبشي ومشرعة وحدنان والمعافر، ولهم تواجد قوي في المسراخ والموادم والشمايتين وشرعب السلام وسامع والصلو، غير أن تواجدهم يضعف في مقبنة والمديريات الساحلية.

رابعاً – الحزب الاشتراكي اليمني:

تعد محافظة تعز من المحافظات المهمة تاريخياً للحزب الاشتراكي اليمني، كما أنها حالياً تمثل شوكة الميزان في مواقف الحزب من خلال وقوفها ضد مشروع الانقلاب ومشروع الانفصال، ومن حيث التواجد فإن تعز تمثل قاعدة عريضة وهامة للاشتراكي الذي يتواجد بنسبة لا بأس بها في مديريات المدينة، ويتواجد بشكل أكبر في مديريات الريف، حيث تمثل مديريات صبر والمعافر وسامع مناطق تواجد واسع للاستراكي الذي يتواجد بنسب لا بأس بها في شرعب وجبل حبشي والصلو.

الرغم من الضربات التي تلقاها الحزب من الخارج أو من الداخل، إلا أنه استطاع أن يحافظ على كيانه في تعز موحداً، وبمواقف واضحة.

يمتاز الحزب الاشتراكي اليمني بتاريخه العريق شمالاً وجنوباً، وبأنه حزب نخبوي، دون أن يفقد ذلك تواجده في صفوف العمال الذين ينحاز لهم في أدبياته ومواقفه في كل المراحل.

و يعاني الحزب الاشتراكي بتعز من أزمة تنظيمية سببها اختيار قيادات في الصف الأول على مستوى المحافظة عن طريق التعيين وليس الانتخاب، وغياب الرقابة الحزبية، ما جعل هذه القيادة تحيد عن مواقف الحزب العامة وثوابته، وتصنع حالة من القطيعة والخلاف مع مواقف القيادات العليا للحزب.

 

خامساً – حزب البعث العربي الاشتراكي:

 

لحزب البعث العربي الاشتراكي حضور نسبي في تعز، وبقى حضوره الشكلي المحسوب على بعض الشخصيات المؤثرة دون أي عمل تنظيمي يذكر، باستثناء العمل الموسمي.

 

تحالفات جديدة ولدت في تعز

 

أدركت أحزاب تعز باكراً أن سيطرة الحوثي على الدولة في سبتمبر 2014 قد فرض واقعاً جديداً على الساحة السياسية، وبالتالي لا بد للأحزاب السياسية أن تتعامل مع المرحلة الجديدة بوسائل جديدة تتوافق مع التغيرات والواقع الجديد، ولعل أبرز هذه الوسائل والسياسات يتمثل بالتمسك بالمشروع المدني لاستعادة الدولة التي انقلب عليها أعداء المدنية وخصوم الدولة والنظام والقانون.

بعد يقين هذه الأحزاب أن تحالف اللقاء المشترك قد انتهى بسبب انتهاء مسببات قيامه، برزت الحاجة إلى إنشاء تحالفات سياسية جديدة، وبرزت فكرة إنشاء تحالف سياسي جديد تحت اسم “التكتل المدني” للتعبير عن حاجة اليمنيين اليوم للالتفاف حول فكرة الدولة المدنية في مواجهة المليشيات الدينية، وقد كان الاشتراكي والناصري سباقين إلى الحديث عن هذا التكتل وأهدافه، وتم البدء بوضع الخطوات الأولى للتأسيس والإشهار بمشاركة قوى أخرى، غير أن التحالف لم يتم الإعلان عنه بشكل نهائي، بعد عرقلة المفاوضات مع حزب الإصلاح الذي ظل موقفه ضبابياً من المشاركة في هذا التكتل من عدمها.

يرى الناشط السياسي عبدالجليل حسان أن أهداف التكتل المدني تم تطويرها إلى فكرة التحالف السياسي الأوسع، والذي أعلن عنه في العام 2017 تحت اسم التحالف السياسي للقوى المؤيدة للشرعية، وضم ما كانت تعرف سابقاً بأحزاب اللقاء المشترك، مع المؤتمر الشعبي العام وحزب الرشاد وحزب العدالة والبناء، وغيرها من الأحزاب، باعتبار أن المرحلة تقتضي إنشاء تحالف سياسي واسع لإسناد الشرعية، يقوم في غايته الأسمى من أجل استعادة الدولة، لأنه بدون استعادة الدولة ومؤسساتها لا يمكن الحديث عن أحزاب سياسية أو عمل مدني في ظل حكم مليشيا مسلحة وسيطرتها على الدولة.

ويضيف حسان أن “تعز كانت سباقة إلى إعلان التحالف السياسي الذي أعلن عن قيامه بشكل رسمي على مستوى القيادات العليا بعد حوالي عام ونصف على إعلان قيامه في تعز، كما أن أحزاب تعز قد تقدمت ببرنامج عمل مرحلي ووقعت عليه، وهو برنامج عملي من شأنه حل كثير من القضايا الهامة لتفعيل مؤسسات الدولة في المناطق المحررة، لكن تبقى إشكالية عدم الثقة بين الأحزاب وانعدام الرقابة والضوابط المحددة للعمل، هي القضايا التي حالت دون نجاح البرنامج المرحلي للتحالف السياسي في تعز، ومن ثم قيام بعض الأحزاب بالاعتراض على حالة الفشل هذه بتجميد عضويتها في هذا التحالف”.

وبالنظر إلى الفجوة التي يصنعها حزب الإصلاح مع بقية أحزاب تعز، يبدو جلياً أن تعز مقبلة خلال المرحلة القادمة على تحالفات سياسية جديدة تلعب فيها المرجعيات الأيديولوجية دوراً هاماً، خاصة في ظل تناقض في تعريف المفاهيم المشتركة بين الأحزاب السياسية، حيث لاتزال مفاهيم ”الدولة” و“الشراكة” و“المواطنة” على سبيل المثال تختلف في تعريفاتها من حزب إلى آخر وفقاً لما يقوله واقع الحال.

 

العوامل المؤثرة على شعبية أحزاب تعز

 

يبدو أن هناك عدة عوامل متغيرة تتدخل في تزايد شعبية هذا الحزب وتدهور شعبية الحزب الآخر، وبلا شك فإن الاقتراب من الجماهير والتعبير والدفاع عن مصالحها يعد شوكة الميزان التي تؤثر في قبول الأحزاب شعبياً.

ترى الناشطة مها عون أن تزايد تدخلات الأحزاب في صناعة القرارات داخل تعز يُشعر المواطن العادي ورجل الشارع بالتوتر والقلق،، فمثلاً حزب الإصلاح متواجد جداً في المناصب العليا والمكاتب التنفيذية، إلى جانب تواجده في المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات وغيره، وهذا أوحى للجميع أنه من يملك السلطة أو أنه الحزب الحاكم بتعز كما يصفه بعض الناشطين، فيما بقية الأحزاب دورها محدود، وتكتفي بالتنديد ولعب دور المعارضة.

وتضيف عون أن “تحديد ملامح المرحلة القادمة مرهون بما تقدمه الأحزاب للناس وتؤثر فيهم، وأعتقد أن الإصلاح في هذا الجانب يجيد التعامل مع المرحلة وظروفها، فهو يملك وسائل إعلام تفتقدها الأحزاب الأخرى، وكذلك منظمات مدنية وجمعيات، وهو الأكثر تنظيماً، وله استراتيجية ورؤية محددة للمرحلة القادمة، بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معها، إلا أنها تجعله الحزب الأكثر تنظيماً، والقادر على تحقيق ما يريد، ولذا على بقية الأحزاب الاستفادة من هذه التجربة، والاقتراب من القضايا التي تهم المجتمع، والعمل على الوصول إلى موقع صنع القرار، وإقامة تحالفات سياسية تحقق هذه الأهداف”.

وبقراءة لواقع الشارع اليوم، فإن التجمع اليمني للإصلاح قد نجح بالسيطرة على معظم المواقع السيادية المدنية في المحافظة، بينما يسيطر سيطرة شبه تامة على المؤسسة العسكرية والأمنية، حيث يسيطر على قيادة المحور والألوية التابعة له باستثناء اللواء 35 مدرع.

ولعل سيطرة الإصلاح هذه جاءت نتيجة الاستيلاء على القرار السياسي للشرعية اليمنية، حيث تتم هندسة قرارات التعيين لصالحه في مؤسسة الرئاسة، التي يسيطر عليها بشكل تام، وهذا الأمر زاد من الانطباع العام عن أن حزب الإصلاح يمثل الأغلبية لدى الشارع في تعز، وقد عمل إعلام الحزب على تثبيت هذه الفرضية لدى الناس، ويعمل الإصلاح على تجسيدها أيضاً بإخراج المسيرات تحت مسميات وكيانات تابعة له يتم تسييرها ضد خصومه، كتلك المسيرات التي تخرج باسم ثوار وثائرات تعز أو رابطة الجرحى وأسر الشهداء أو حتى صلاة الجمعة في ساحة الحرية، والتي يحرص الإصلاح على استمرارها كوسيلة ضغط على قيادة الشرعية لتمرير أجندته.

هذا الانطباع العام الذي يقول إن تعز تابعة لحزب الإصلاح، تم كسره، وهذه الفرضية التي تقول إن الغالبية الشعبية في تعز تتبع الإصلاح تم دحضها من قبل شباب التنظيم الناصري الذين خرجوا في مسيرة حاشدة في السادس من أبريل الماضي، تأكيداً على وحدة النسيج الاجتماعي لمدينة تعز، وللتضامن والانتصار لأبناء المدينة القديمة جراء الجرائم والانتهاكات التي طالتهم، والمطالبة بإقالة ومعاقبة مرتكبيها وبسط سلطات الدولة ومعالجة الاختلالات في المؤسستين الأمنية والعسكرية.

مسيرة الناصريين فتحت المجال للتأكيد على الحضور الطاغي للقوى المدنية في تعز في مواجهة القوى والأحزاب الدينية، لتتبعها بأسبوع واحد مسيرة حاشدة للمؤتمر الشعبي العام كانت بنفس زخم مسيرة الناصريين، وأثبتت أن المؤتمر الشعبي العام المؤيد للشرعية سيمثل رافداً للحياة السياسية في تعز خلال المرحلة القادمة، بخاصة إذا ما عالج أزماته التنظيمية، واستغل حالة القبول المجتمعي التي يمتاز بها في تعز.

هذه الصراعات السياسية انعكست داخل الغرف المغلقة بتجميد التنظيم الناصري لعضويته في التحالف السياسي بعد اتهامه للإصلاح بعرقلة تنفيذ البرنامج المرحلي الذي تم التوقيع عليه قبل عامين، وكذا محاولة الإصلاح السيطرة على التحالف عبر إشغاله بالقضايا الهامشية، والتهرب من القضايا الرئيسية مثل إصلاح المؤسستين العسكرية والأمنية.

في إطار هذا الصراع يظل الحزب الاشتراكي غائباً أو مغيباً في ظل أزمة حقيقية بين القواعد والقيادة، حيث تتهم قواعد الحزب قيادة منظمة الحزب الاشتراكي بتعز بالارتهان لحزب الإصلاح، والتماهي مع سياساته، وتزداد هذه الأزمة اتساعاً مع استمرار عدد من المخفيين قسرياً في سجون الإصلاح، بينهم القياديان في الحزب الاشتراكي أيوب الصالحي وأكرم حميد.

ويبدو أن خارطة الغلبة الشعبية في تعز ستحددها التحالفات السياسية الجديدة التي ستفرزها المرحلة، خصوصاً في ظل حالة الفرز المجتمعي للقوى السياسية إلى قوى دينية وقوى مدنية، والتاريخ يؤكد في مختلف المراحل أن تعز لا تنحاز إلا للقوى المدنية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *