حصاد الاسبوع
أخر الأخبار

الحزن الجمعي في وداع العمراني : الانتقالي وتبدل التحالفات بين تراجع البيضاء وتقدم مأرب

المدونة اليمنية-حصاد الاسبوع

عبرت مظاهر الحزن التي عمت اليمن في وداع مفتي الجمهورية اليمنية محمد إسماعيل العمراني عن مشاعر سياسية واجتماعية وثقافية حملتها سيرة الفقيد ووجدت طريقها إلى مراثي الحزن التي بكته واحتشدت جماهيريا في جنازته المهيبة.
هذا ما أبرزته وسائل الإعلام اليمنية في اهتمامها بموت وجنازة الفقيد العمراني بالإضافة إلى اهتماما بقضايا التراجع في البيضاء الذي أثار معارك جانبية امتدت جنوبا الى الانتقالي وشرقا إلى تقدم الشرعية في مأرب وبينهما تداعيات الإنهيار الكبير والمستمر في قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية حيث تجاوز الدولار الواحد عتبة الألف ريال بالإضافة إلى قضايا مأزق اتفاق الرياض وأزمة اتفاق الجباية في تعز ومستجدات إعلامية وحقوقية أخرى.
هذه القضايا وغيرها رصدتها المدونة اليمنية في متابعتها لوسائل الإعلام اليمنية في الفترة من 10 الى 17 يوليو 2021م وخرجت من هذه المتابعة بهذا الحصاد.

ضد تسييس الدين في وداع رجل دين

اهتمت وسائل الإعلام المحلية في اهتمامها بموت وجنازة رجل الدين القاضي محمد إسماعيل العمراني وأبرزت في هذا الإهتمام الرفض الشعبي للخلط بين السياسة والدين الذي عبر عنه اليمنيون في مواقع التواصل الاجتماعي وفي جنازة العمراني حين امتدحو ما تميز به حسب تعبيرهم من ابتعاد في حياته التي امتدت إلى مائة عام عن التكسب بموقعه الديني في أسواق السلطة أو حتى الأسواق السياسية خارجها.

ومع هذا الاتجاه الغالب في مراثي اليمنيين للراحل العمراني إلا أن وسائل إعلام محلية حاولت التكسب السياسي من الرجل بالإشارة إلى أنه من مؤسسي حزب الإصلاح أو بالغمز من سيرته بالإشارة إلى مشاركته في التوقيع على بيانات لصالح أطراف سياسية في أحداث أزمة الوحدة اليمنية وحرب صيف العام 1994م او بنشر صوره مع الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.

وكان الاتجاه الغالب على اهتمام وسائل الإعلام المحلية نقلا عن مواقع التواصل الاجتماعي هو امتداح المسافة التي حافظ عليها الراحل في حياته بعيدا عن الخلط بين السياسة والدين ودل عليها الحشد الشعبي في جنازته والذي عبر كما أشارت وسائل إعلامية عن رفض الخلط الحوثي للدين بالسياسة واهتمت بالتسجيل المرئي للراحل والذي أكد فيه نصحه لليمين أواخر أيامه للابتعاد عن الأحزاب الدينية.

لم يخل الإهتمام الإعلامي برحيل العمراني من سرد لسيرته الحياتية التي تميزت بالوسطية فقهيا والبساطة الشخصية الممزوجة بروح الفكاهة والمرح الدالة على التواضع والقرب من عامة الناس حيث تداولو على نطاق واسع قوله إن أقرب الطرق إلى الجنة ألا تغثو اي لا تؤذو الناس.

عن التراجع في البيضاء والتقدم في مأرب

تابعت وسائل الإعلام المحلية معارك البيضاء التي انتهت بتراجع سريع للقوات المسلحة التي تقدمت مطلع يوليو في مديريتي الصومعة والزاهر ولم تشر تلك الوسائل إلى أسباب هذا التراجع وإن كان إعلام الحوثيين قد استفاض في تمجيد ما أسماه معارك ( النصر المبين ) في محافظة البيضاء.

انصرف اهتمام وسائل الإعلام المحلية عن تراجعات البيضاء الى تقدم قوات الشرعية في مأرب والتي تمكنت من تحرير مديرية الرحبة بالمحافظة وهو أول انكسار لقوات الحوثي التي تستميت في اجتياح مأرب منذ 7 فبراير الماضي وكان إعلام الشرعية قد أكد إستمرار المعارك في الرحبة التي سقط في مركزها صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون يوم الجمعة 16 يوليو الجاري وتسبب بقتل وجرح عدد من المدنيين.

بعض وسائل الإعلام تداولت ماقالت إنه تسجيل صوتي للعميد حسين فضل الصلاحي أحد قيادات اللواء الثالث عمالقة الذي تقدم في البيضاء وتضمن التسجيل اتهامات للمجلس الإنتقالي بقطع الطريق عن إمدادات الذخيرة والعتاد والمقاتلين لوحدات اللواء في مديرية الزاهر مما أجبرها على الإنسحاب الإعلام أبرز أيضا ما جاء في التسجيل من اتهام للقائد في الانتقالي صالح السيد بأنه أصدر أوامره بمنع وصول الإمدادات للواء الثالث في البيضاء وأن النقاط العسكرية التي استحدثها السيد منعت وصول الذخيرة والمقاتلين إلى مواقع اللواء في البيضاء فاضطر إلى الإنسحاب.

جمود المسار السياسي

لم يرد في اهتمام وسائل الإعلام المحلية بالمسار السياسي أي جديد يخص الأزمة اليمنية وتداعياتها المأساوية سوى أخبار وتقارير عن جلسة مجلس الأمن الدولي لتمديد عمل البعثة الأممية في الحديدة واعتماد الديبلوماسي السويدي هانس غوندبيرج رسميا مبعوثا خاصا الى اليمن وقبول الحكومة اليمنية هذا القرار.


حظيت القمة السعودية العمانية باهتمام الإعلام اليمني وخاصة ما جاء في البيان المشترك حول الأزمة اليمنية من توافق الطرفين على ضرورة إنهاء الأزمة اليمنية عبر الحل السياسي القائم على المرجعيات الثلاث والمبادرة السعودية وأبرزت وسائل الإعلام ماورد في تصريحات صحفية لوزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي من تأكيد نفي السلطنة تقدمها بمبادرة لإنهاء الحرب في اليمن مؤكدا ان عمان تدعم المبادرة السعودية وجهود المبعوثين الأممي والأمريكي الى اليمن.

الى ذلك تواصل اهتمام وسائل الإعلام المحلية بالملاسنات التي طالت هذه المرة رئيس جهاز الأمن السياسي السابق حمود خالد الصوفي على خلفية الرسالة التي وجهها نجله صهيب العضو في مجلس النواب إلى رئيس مجلس النواب الموالي للحوثيين في صنعاء يلتمس منه استثناء شخصه من قرار الحوثيين الذي أسقط عضوية 39 نائبا وصادر ممتلكاتهم وعليه تعرض الصوفي ونجله الى حملة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزت جزءا منها وسائل إعلام محسوبة على حزب الإصلاح تتهم الصوفي بموالاة الحوثيين والعمالة للإمارات.

إلى ذلك اهتمت وسائل إعلام محلية بتعثر تنفيذ اتفاق الرياض ومايترتب عليه عليه من تداعيات سلبية على مجمل علاقات المجلس الإنتقالي الخارجية حيث انضمت باريس ولندن إلى الرياض وواشنطن في دعوة الإنتقالي إلى خفض التوتر في المحافظات الجنوبية وتمكين حكومة الشراكة من العودة إلى عدن لممارسة مهامها والحرص على تنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض في وقت شهدت فيه مدينة عدن مواجهات عنيفة بين قوات من الحزام الأمني ووحدات من امن عدن كلاهما تتبع الإنتقالي وسقط فيها قتلى وجرحى.

وفي سياق متصل اهتمت وسائل إعلام محلية بتداعيات الإتفاق بين محور تعز العسكري وقيادة السلطة المحلية في المحافظة على إضافة رسوم على البضائع والخدمات تورد لقيادة المحور وتخصص للألوية العسكرية في المحافظة وللجرحى وهو ما أثار أزمة جديدة بين الإصلاح وشركائه في الناصري والاشتراكي وأمر رئيس الوزراء محافظ تعز بإلغاء الإتفاق ثم وجه بشكل عاجل وبتوجيهات نائب رئيس الجمهورية باعتماد 750 مليون ريال لتغطية احتياجات الجيش في المحافظة و577 الف دولار لتغطية متأخرات علاج الجرحى الأمر الذي قلل من حدة التوتر في المحافظة.

أزمة الإنتقالي وتبدل التحالفات

‏تداولت وسائل إعلام محلية تغريدة القيادي الحوثي حسين العزي الذي يشغل منصب وزير الخارجية في الحكومة الحوثية الغير معترف بها ‏والتي تضمنت قوله انه ليس هناك من قوة محلية مؤهلة للدخول في حوار مع الحوثيين سوى المجلس الانتقالي.

‏تأتي هذه التصريحات في مناخ من التأزم المستمر بين المجلس الانتقالي وتحالف هادي – الإصلاح ‏وهما طرفا ما ‏يعرف باتفاق الرياض، وبعد تصريح ما يعرف بالفريق الحكومي المعني بتنفيذ هذا الاتفاق الذي اتهم فيه الانتقالي صراحة بعرقلة التنفيذ وهنا وكما يتضح من اتجاهات الاهتمام الإعلامي بهذه الأزمة يواجه المجلس الانتقالي تبعات المسؤولية عن تعثر هذا التنفيذ.

‏وسائل إعلامية محلية كشفت بناء على تقارير وسائل إعلام أجنبية عن توجه سعودي لاستبدال التحالفات، وذلك من خلال مساعي الرياض إلى توطيد علاقاتها بدول مقربة من طهران وحلفائها في المنطقة مثل عمان وقطر، والابتعاد عن الإمارات الداعم الرئيسي للمجلس الانتقالي وفي هذا السياق تبرز الأزمة المستمرة بين الرياض و أبوظبي على خلفية الخلاف حول أسعار النفط في مجموعة أوبك بلس.

‏وحين يكون المجلس الانتقالي محور تجاذبات خارجية جديدة بين حلفاء الأمس، اهتمت وسائل إعلام محلية بالاجتماع العسكري السعودي الإماراتي الخاص بالعمليات العسكرية في اليمن، والذي قيل انه أي الاجتماع يأتي في إطار التنسيقات المستمرة مع قيادات القوات المشتركة ‏لتحالف دعم الشرعية، وأن أشار الإعلام إلى دور الخلاف الإماراتي السعودي في هذا الاجتماع وما تتجه إليه السعودية من الإمساك بكل خيوط الأزمة اليمنية.


تداعيات الإنهيار الكبير للريال

أبرزت وسائل الإعلام المحلية اهتماماً واسعاً في التدهور المتواصل لقيمة الريال أمام العملات الأجنبية في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، وذلك في ظل استمرار الأزمة بين مكونات حكومة الشراكة المشكلة نهاية العام الماضي بموجب اتفاق الرياض، حيث أبرزت وسائل إعلام محلية، ما جاء على ‏لسان محافظ عدن في تصريحات أكد فيها أن هذا التدهور سببه عدم توريد عائدات المنحه النفطية السعودية إلى البنك المركزي.

وسائل الإعلام أبرزت حزمة الإجراءات التي اتخذها المجلس الاقتصادي الأعلى لإيقاف هذا التدهور، غير أن غياب الحكومة عن عدن لا يزال يشكل عائقاً أمام تنفيذ تلك الإجراءات التي منها حسب وسائل الإعلام، تعزيز الإيرادات، و تنويعها، وتوسيع أوعيتها، ‏وضمان وصولها إلى الحساب الحكومي العام و اقتصار الانفاق على الحتمي والضروري، وبما يؤدي إلى الاستقرار المالي والنقدي.

‏كما وجه المجلس البنك المركزي اليمني بإتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحد من عمليات المضاربة وضبط شركات الصرافة المخالفة، وكان من تداعيات ‏هذا الانهيار حسب وسائل الإعلام، تدهور الوضع المعيشي والحياة اليومية للمواطنين الذين وجدوا أنفسهم مع عدم صرف الرواتب أمام جحيم الغلاء والارتفاع المتزايد في أسعار السلع، والزيادة في حجم المتطلبات الذي فرضته خصوصيات المناسبة الموسمية لعيد الأضحى، وهي المناسبة التي حركت نشاط استيراد ‏المواشي من الصومال لمواجهة الارتفاع الجنوني في أسعار المواشي المحلية.

انتهاكات ودعشنة حوثية مستمرة

تظاهر المئات في تعز احتجاجا على الفساد وتدهور قيمة العملة الوطنية وكان مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان قد رصد 37 حالة انتهاك لحقوق الإنسان في تعز خلال
شهر يونيو الماضي وذلك في تقرير خاص صدر عن المركز وتداولته وسائل إعلام محلية تحت عنوان ( حصار الفوضى ).
في ذات السياق تواصل اهتمام الإعلام بالدعشنة الحوثية المستمرة في مهاجمة الأعراس التي تخالف تعليمات الحوثي بمنع الغناء حيث رصدت حالة هجوم أطقم أمنية على صالة أفراح في محافظة عمران واعتقال العريس مختار عصام السودي وفنان الحفل بالإضافة إلى الصحفي فهد الارحبي الذي نشر التسجيل المرئي للحادث.
وتداولت وسائل إعلام محلية التغريدة التي نشرها الإعلامي خليل العمري مراسل قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني حليف الحوثيين وحمل فيها الحوثيين مسؤولية حياته الشخصية المهددة بالاتهام الحوثي للعمري بالتخابر مع دول العدوان وكان الناشط الإعلامي محسن المرادي الذي اشتهر بتغطية معارك مأرب خلال ست سنوات قد لقي حتفه أثناء تغطيته معارك تحرير مديرية الرحبة في مأرب.
وفيما استمرت الدعشنة الحوثية بهدم صالة أفراح قيد الإنشاء في العاصمة صنعاء اغتال مسلحون إمام سلفي في مركز مديرية الحبيلين بمحافظة لحج أثناء خروجه من الجامع عقب صلاة فجر الخميس 15 يوليو الجاري.
إلى ذلك ذكرت وسائل إعلام محلية أن وزير الإعلام معمر الارياني اقال مدير مكتب إعلام تعز نجيب قحطان على خلفية مقال نشره تحت عنوان ( حكومة الأحذية ).

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *