تيموثي يعود إلى الفراغ.. الجبهات واقفة على الدم والسيول تمتد إلى النازحين

المدونة اليمنية-حصاد الأسبوع

غزارة الأمطار فاضت سيولاً غمرت الوديان ومرت على جبهات الاقتتال وامتدت الى مخيمات النازحين لتضاعف مآسيهم، بينما كان تيموثي ليندر كينغ يعود إلى واشنطن بعد رحلة إلى الرياض لم تتجاوز الأبواب المسدودة في وجه الحل السياسي للأزمة اليمنية.

لا سلام في أجندة الحوثيين إذ ما زالت حربهم ضد اليمنيين مستمرةً في جبهات القتال في كل من مأرب والبيضاء والجوف بل ويتوسعون حتى شبوة. فيما يواصلون التجريف الطائفي لوظائف الدولة وفي مؤسساتها الرسمية من خلال الإحالة إلى التقاعد وإعداد البدائل في معاهد التأهيل.

إلى ذلك كان للثقافة حضورها في اهتمام الاعلام اليمني بشؤونها المختلفة ومنها مؤتمر المثقفين اليمنيين الذي انعقد بالمكلا لمناقشة رؤية غريفيث للحل السياسي ، بينما كان عود فؤاد الكبسي ضحية جديدة للحوثيين الذين يحاربون الفن والغناء ويداهمون حفل زفاف في إب.
المدونة اليمنية في متابعتها الأسبوعية لاهتمام وسائل الاعلام بالشئون اليمنية خلال الفترة من 1 -7 أغسطس 2021م واتجاهات هذا الإعلام نحو مسارات الأزمة الراهنة رصدت أهم ما جاء في هذا الاهتمام الإعلامي وخرجت من ذلك بهذا الحصاد:

جثث تغلق طريق الحوثيين إلى مأرب

أبرزت وسائل الإعلام المحلية اهتماماً واسعاً بالمعارك المستمرة في مأرب وحولها التي حاول الحوثيون مؤخراً التمدد بها نحو شبوة وأشارت بعض وسائل الإعلام إلى التقدم الذي تحرزه قوات الشرعية في مأرب وعجز الحوثيين عن استعادة ما خسروه في المحافظة رغم الكتل البشرية الحوثية المتوافدة و الخسائر التي يتكبدونها في سبيل اجتياح مارب وذكرت بعض هذه الوسائل عن مصادر لم تسمها في مؤسسة “الشهيد” الحوثية، قولها ان الحوثيين خسروا أكثر من 3 آلاف عنصر وأكثر من 226 قيادياً خلال النصف الأول من العام الحالي.
المعارك المستمرة في مأرب والبيضاء والجوف مع بعض المناوشات في جبهات متفرقة من لحج والحديدة وتعز، تعبر عن انسداد الأفق السياسي حتى اللحظة وبما ينذر باستمرار المأساة التي تزايدت حدة مع انهيار قيمة العملة الوطنية وكوارث السيول الموسمية وتزايد عمليات النهب المنظم للموارد الخاصة والعامة.

الأفق السياسي المسدود:

عاد تيموثي ليندر كينغ إلى واشنطن بعد محادثات أجراها في الرياض مع قيادات سياسية في الحكومة الشرعية ومع الجانب السعودي، ولم يصدر عن المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن أية تصريحات عن مهمته في الجولة التي اقتصرت على الرياض.
من جانبه اعتمد الأمين العام للأمم المتحدة الديبلوماسي السويدي هانس غوندبيرج مبعوثاً خاصاً هو الرابع في مسار الوصاية الأممية على الأزمة اليمنية منذ العام 2011م وفيما اهتمت وسائل إعلام محلية بالسيرة الذاتية لهانس، أبدت وسائل أخرى موالية للشرعية مخاوفها من إشارته إلى التخلص من المرجعيات الثلاث والعمل وفقاً لمعطيات الواقع.

شائعات:

من جهة أخرى، تداولت وسائل إعلام محلية تأكيد الرئيس عبدربه منصور هادي حرصه على استعادة الدولة وإدانته للحوثيين الذين يصرون على مواصلة التدمير الممنهج لمقدرات اليمن، فيما كان ظهوره في حد ذاته بمثابة نفي للشائعات التي تحدثت عن دخوله في غيبوبة أو وفاته. ويبدو أن دحض الشائعات كان هو الآخر وراء ظهور مماثل لرئيس مجلس النواب سلطان البركاني الذي نفى تعرضه لأي محاولة اغتيال في محافظة المهرة التي زارها ضمن سياق تواجده في سيئون.

 

خلافـــات :

أبرزت وسائل الإعلام المحلية اهتماماً واسعاً بالخلافات الظاهرة في جبهة الحوثيين والتي ابتدأت مع اتهامات النائب سلطان السامعي للقيادي الحوثي النافذ أحمد حامد المعين من الجماعة في منصب رئيس مكتب رئاسة الجمهورية بالفساد وشراء العقارات بملايين الدولارات وتلاه النائب أحمد سيف حاشد باتهام الحوثيين بوضع مرتبات الموظفين في ميزانية العام 2021 م وعدم صرفها لمستحقيها مشيراً إلى أن إيرادات الدولة التي يتسلمها الحوثيون تكفي لصرف مرتبات كل موظفي الجمهورية اليمنية وفقاً لكشوفات العام 2014م.

الخلافات امتدت إلى جبهات القتال حيث أشارت وسائل إعلام محلية إلى تهديد أبو علي الحاكم للشيخ المأربي صالح الوهبي بالتصفية الجسدية أو إرجاع أربعين مليون ريال التي تسلمها نظير تعهده باستعادة مديرية الرحبة ولم يفعل ذلك، وفي ذمار تلقى الشيخ القبلي حسين صوال تهديدات مماثلة من محافظ الحوثيين هناك محمد البخيتي الذي اتهم الصوال بالتقاعس عن حشد المقاتلين إلى الجبهات، وفي سياق ذي صلة كانت قبائل حذيفة في صعدة قد دعت مقاتليها إلى التجمع لبحث وسائل الرد على الإهانات المستمرة للمشرفين الحوثيين لأبناء القبيلة بينما شفعت الحصانة البرلمانية للشيخ أحمد إسماعيل أبو حورية بالنجاة من امر اعتقال اصدره مشرف الحوثيين بسنحان.

‏وكانت دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع الشرعية قد هددت حسب وسائل الإعلام المحلية بمقاضاة الشلفي الموظف في قناة الجزيرة حول ‏ما نشره عن خلايا تعمل خارج إطار المؤسسة العسكرية على زعزعة الاستقرار في مأرب، وكان المجلس الانتقالي قد نظم مظاهرات رافضة لتواجد الشرعية في حضرموت وهو ما دفع بوزير الإعلام في الحكومة الشرعية إلى دعوة الأحزاب إلى مصالحة وطنية تقف في مواجهة الانقلاب الحوثي.

‏قتل و اغتيالات

أصيب قائد قوات الحزام الأمني في أحور بمحافظة أبين على هادي الحبيضي واثنان من مرافقيه في كمين بالقرب من نقطة عسكرية في الكود، بينما أثارت عملية قتل ‏الأكاديمي في جامعة صنعاء الدكتور محمد نعيم أستاذ الهندسة المعمارية جدلاً في وسائل الإعلام التي حاولت الذهاب بجريمة القتل إلى خلفية سياسية تشير إلى تورط الحوثيين.
الحوثيون كما أشارت وسائل إعلام أخرى أعدموا في السودة بمحافظة البيضاء المواطن عبد العزيز عبدالله السودي ونقلت‏ وسائل إعلام تقارير حقوقية معلومات حول إحصائية ب 350 معتقلاً قضوا تحت التعذيب في معتقلات الحوثيين.
‏

مصادرة عود الكبسي:

تابعت وسائل الإعلام المحلية أعمال مؤتمر المثقفين اليمنيين الذي انعقد بالمكلا يومي 1 و2 أغسطس الجاري، وناقش رؤية المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيت للحل السياسي وبتمويل بريطاني، فيما أبرزت وسائل الإعلام مواصلة الحوثيين أعمال ‌‏قمع ‏الفن ومصادرة عود الفنان فؤاد الكبسي، ومهاجمة حفل زفاف في إب في سياق الحملة الحوثية المستمرة لمنع الغناء والفنون، وفقاً لتحريم الفن عموما والغناء تحديدا باعتبارهما من الخطايا التي تؤجل النصر في اعتقاد الحوثيين.

أمطار وكوارث:

اهتمت وسائل الإعلام بالأمطار الغزيرة التي تهطل على اليمن ‏هذه الأيام، ونتج عنها السيول التي غمرت ‏وديان مأرب وأبين وتهامة، وراح ضحيتها قرابة الأربعين غريقاً بالإضافة إلى تضرر اكثر من 28 ألف أسرة حسب التقديرات الأولية، وساهمت السيول في محافظة مأرب بزيادة مأساة النازحين حيث أشارت وسائل الإعلام إلى تضرر 73 مخيما للنازحين من إجمالي 150 مخيما من السيول التي وضعت أعباء إضافية إلى جانب ‏معاناة النازحين من استمرار الاقتتال في مديريات مأرب.

‏إهدار أموال المانحين:

‏أبرزت وسائل الإعلام المحلية ما جاء في حوار وزير التخطيط والتعاون الدولي واعد باذيب ‏مع صحيفة الشرق الأوسط، والذي جاء فيه أن أكثر من 90 منظمة تتبع لأكثر من 20 دولة بالإضافة إلى 17 منظمة أممية موقعة اتفاقية مقر ‏مع الخارجية اليمنية تستولي ‏على أموال المنح المقدمة إلى اليمن، وتتعامل مع تلك الأموال خارج قنوات البنك المركزي.
‏الوزير كشف عن أن ثلث الأموال الممنوحة لمساعدة وإغاثة اليمنيين تصرف مرتبات ومكافآت لموظفي تلك المنظمات.

اقتصاد منهار ومعالجات محدودة:

‏أشارت وسائل الإعلام إلى اعتراض رئيس مجلس النواب الموالي للحوثيين يحي الراعي على المنحة التي قدمها صندوق النقد الدولي للبنك المركزي اليمني في عدن وقدرها 555 مليون دولار مخصصة لدعم العملة المحلية التي تدهورت قيمتها في سوق الصرف مقابل العملات الأجنبية.

البنك المركزي في عدن واصل إجراءاته الساعية إلى وقف تدهور قيمة الريال، ودعا شركات الصرافة إلى تقديم قوائمها المالية في أبريل من كل عام، واتخذ البنك إجراءات مشددة ولائحة جديد لتنظيم عمل شركات الصرافة وتم إغلاق 150 محل صرافة في تعز.

تطييف حوثي للوظيفة العامة:

أشارت وسائل اعلام محلية إلى توجيه البنك المركزي بعدن بصرف 500 مليون ريال إلى محور تعز العسكري تنفيذاً للإجراءات التي تمت بتوجيه نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن الاحمر لمعالجة الأزمة بين المحور والسلطة المحلية.

إلى ذلك اهتمت وسائل الاعلام ‏المحلية باستمرار الحوثيين في إجراءات تطييف المجتمع من خلال الدورات الطائفية المنظمة لموظفي الدولة ومعاقبة الذين لا ينضبطون في هذه الدورات وكشفت بعض هذه الوسائل عن اعتقال مئات العناصر الامنية التي يشك الحوثيون في ولائها، كما كشفت عن خطوات حوثية لتطييف الأمن والقضاء من خلال إحالة ما يزيد على 3 ألف ضابط وجندي في المؤسسة الأمنية إلى التقاعد وفي مجال القضاء تسعى الحركة الحوثية إلى تأهيل المئات من عناصرها العقائديين ‏في المعهد العالي القضاء بهدف إحلالهم في هيئات السلطة القضائية.

حقوق:

‏دعت منظمات عاملة في مجال حقوق الإنسان حسب وسائل إعلام محلية اللواء 170 دفاع جوي إلى إطلاق سراح جلال الدين الخولاني وإلى إغلاق السجون الخاصة وحذرت منظمات أخرى من تمييع قضية الصحفي محمد العزيزي الذي تعرض لاعتداء وحشي من قبل مالك المنزل الذي يستأجره العزيزي.